النار وكان المنزل ميراثًا لمن عمل بطاعة الله إلى (١) ما كان له قبل ذلك (٢) وهو قول الله عز وجل {أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ (١٠)} (٣).
١٦ - {لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ} أطباق وسرادقات (٤) من النار ودخانها،
{وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ} فراش ومهاد من نار وإنما سُمي الأسفل ظللًا لأنها ظلل لمن تحتهم، نظيرها قوله عز وجل {لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ}(٥) وقوله {يَوْمَ يَغْشَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ
(١) إلى هنا بمعنى: مع. (٢) أثر ابن عباس أورده القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١٥/ ٢٤٣، وقد ثبت ذلك الحديث من رواية أبي هريرة - رضي الله عنه - رواها ابن ماجة في "السنن" كتاب: الزهد، باب: صفة الجنّة (٤٣٤١)، والطبري في "جامع البيان" ١٨/ ٦ والبيهقي في "شعب الإيمان" ١/ ٣٤٢ من طريق أبي معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما منكم من أحد إلا له منزلان منزل في الجنّة ومنزل في النار، فإذا مات فدخل النار ورث أهل الجنّة منزله، فذلك قوله تعالى: {أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ (١٠)} [المؤمنون: ١٠] ". وإسناده صحيح. قال البوصيري في "مصباح الزجاجة" ٤/ ٢٦٦: إسناه صحيح على شرط الشيخين، وذكر أنَّه رواه أبو بكر بن أبي شيبة في مسنده بسنده، ولم أجده. وصحح إسناده أيضًا الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" ١١/ ٤٤٢، وعزاه لأحمد في المسند عن أبي هريرة ولم أجده. وقال الألباني في "سلسلة الأحاديث الصحيحة" (٢٢٧٩): هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين. وانظر "الدر المنثور" للسيوطي ٥/ ٩. (٣) المؤمنون: ١٠. (٤) السرادق: ما أحاط بالبناء والجمع سُرادِقات. انظر: "لسان العرب" لابن منظور ١٠/ ١٥٧ (سردق). (٥) الأعراف: ٤١.