في سبيل الله {نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً} ولا عِلاقة سوط {وَلَا يَقْطَعُونَ} ولا يجاوزون (١){وَادِيًا} في مسيرهم مقبلين أو مدبرين {إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ} يعني آثارهم وخطاهم {لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} يرضيهم بالثواب، ويدخلهم الجنة بغير حساب، قاله ابن عباس - رضي الله عنهما -.
[١٤٧٧] أخبرنا أبو عمرو الفراتي (٢) بقراءتي عليه، أنا أبو موسى (٣)، انا مسدّد (٤)، نا هارون بن عبد الله (٥)، قال: نا ابن أبي
= عبد الرحمن بن زيد. بنحوه. قال النحاس في "الناسخ والمنسوخ" ٢/ ٤٦٩: مذهب ابن زيد أنه نسخها وما كان المؤمنون لينفروا كافة، ومذهب غيره أنه ليس ها هنا ناسخ ولا منسوخ، وأن الآية الأولى توجب إذا نفر النبي - صلى الله عليه وسلم - أو احتيج إلى المسلمين واستنفروا لم يسع أحد التخلف، وإذا بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - سرية تخلفت طائفة، وهذا مذهب ابن عباس والضحاك وقتادة. وقال مكي بن أبي طالب في "الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه" (ص ٣٢٢) بعد أن ذكر كلام النحاس المتقدم: .. وهو الصواب، إن شاء الله، لأن حمل الآيتين على فائدتين وحكمين أولى من حملهما على فائدة واحدة. وهذا ما رجحه ابن جرير الطبري رحمه الله في "جامع البيان" ١١/ ٦٥. (١) في (ت): يتجاوزون. (٢) لم يُذكر بجرح أو تعديل. (٣) عمران بن موسى، أبو موسى الفرغاني، لم يُذكر بجرح أو تعديل. (٤) مسدد بن قطن، ثقة. (٥) أبو موسى الحمّال -بالمهملة- البزاز، ثقة.