لإيمانهم بالكتاب الأول والكتاب الآخر {بِمَا صَبَرُوا} على دينهم، قال مجاهد: نزلت في قوم من أهل الكتاب أسلموا فأُوذوا (٢){وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ}.
٥٥ - قوله تعالى:{وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ}
(١) هم جماعة من أهل الكتاب، وكان الكفار يؤذونهم آمنوا بالقرآن، وسأذكر سبب النزول لاحقًا. (٢) انظر: "تفسير مجاهد" ٢/ ٤٨٨، والآيات من قوله تعالى: {وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ} إلى قوله {سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ}، [٥١ - ٥٥] نزلت في جماعة من أهل الكتاب كانوا على الحق فلما بُعث النبي - صلى الله عليه وسلم - آمنوا به منهم عبد الله بن سلام، ورفاعة القرظي، وتميم الداري، وسلمان الفارسي، رواه الطبري؛ والطبراني عن رفاعة القرظي قال: نزلت {وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ} في عشرة أنا أحدهم، وأخرج الطبري عن علي بن رفاعة قال: خرج رهط من أهل الكتاب منهم رفاعة -يعني أباه- إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فآمنوا فأوذوا، فنزلت {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ} من قبل القرآن. انظر: "جامع البيان" للطبري ٢٠/ ٨٨، والطبراني في "المعجم الكبير" ٥/ ٥٣، وذكره السيوطي في "لباب المنقول" (١٦٥)، وذكره عبد الفتاح القاضي في "أسباب النزول" (١٦٨).