جعلهما صاحبي السجن لكونهما فيه (١)، كقوله سبحانه لسكان الجنة:{أَصْحَابُ الْجَنَّةِ}(٢)، ولسكان النار:{أَصْحَابُ النَّارِ}(٣).
{أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ} آلهة شتى (لَّا تنفع ولا تضر)(٤){خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ} الذي لا ثاني له {الْقَهَّارُ} الذي (٥) قهر كل شيء، نظيرها (٦) قوله تعالى: {آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ}(٧) ثم بيّن عجز الأصنام وضعفها فقال:
٤٠ - {مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ}
أي: من دون الله. وإنّما قال:{مَا تَعْبُدُونَ}، وقد ابتدأ الكلام بخطاب الاثنين؛ لأنه قصد به جميعَ من هو على مثل حالهما من الشرك (٨).
{إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا} وذلك تسميتهم أوثانهم آلهةً وأربابًا من غير
(١) فيكون المعنى يا سكني السجن. انظر: "جامع البيان" للطبري ١٦/ ١٠٤، "الدر المصون" للسمين الحلبي ٦/ ٤٩٧، "البحر المحيط" لأبي حيان ٥/ ٣٠٩. (٢) البقرة: ٨٢. (٣) البقرة: ٣٩. (٤) في (ن): لا تضر ولا تنفع. (٥) ساقطة من (ن). (٦) في (ن): نظيره. (٧) النمل: ٥٩. (٨) انظر: "جامع البيان" للطبري ١٦/ ١٠٥.