ما تقول سماع طالب للإفهام {أَوْ يَعْقِلُونَ} ما يعاينون من الحجج والإعلام.
{إِنْ هُمْ} ما هم {إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا} لأن البهائم تهتدي إلى مراعيها ومشاربها، وتنقاد لأربابها التي تعلفها وتتعهدها.
وهؤلاء الكفار لا يعرفون طريق الحق ولا يطيعون ربهم الذي خلقهم ورزقهم (٢).
(١) يعني: قوله تعالى: {فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ} [التوبة: ٥] وتسمى آية السيف وآية القتال. قاله ابن حبيب في "تفسيره" ٢١٥/ ب، والحيري في "الكفاية" ٢/ ٧٤/ ب، ونسبه الواحدي في "الوسيط" ٣/ ٣٤١، للكلبي، وكذا ابن الجوزي في "الناسخ والمنسوخ" (٤١٤). وقال ابن الجوزي: وليس -يعني: النسخ- بصحيح؛ لأن المعنى أفأنت تكون حفيظًا عليه تحفظه من أتباع هواه فليس للنسخ وجه. قلت: وهو كما قال، فالنسخ غير ظاهر هنا؛ لأن الآية تخبر عن حال الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأن مهمته البلاغ وليس إليه هداية أحد -هداية توفيق وإلهام- إلا بإذن الله، قال تعالى: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} فمن اتخذ إلهه هواه لا يكون الرسول - صلى الله عليه وسلم - حفيظًا عليه ومسؤلًا عنه بعد أن أرشده، ثم إن الجهاد لا يمكن أن يمنع الناس من اتخاذ أهوائهم إلهًا من دون الله. (٢) قاله الطبري في "جامع البيان" ١٩/ ١٨.