نزلت في ثابت بن رفاعة (١)، وفي عمه، وذلك أن رفاعة توفي وترك ابنه ثابتًا، وهو صغير، فأتى عم ثابت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إن ابن أخي يتيم في حجري، فما يحل لي من ماله؟ ومتى أدفع إليه ماله؟ فأنزل الله عز وجل:{وَابْتَلُوا الْيَتَامَى}(٢).
أي: اختبروهم في عقولهم، وأديانهم، وحفظهم أموالهم (٣).
{حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ} أي: مبلغ الرجال والنساء، {فَإِنْ آنَسْتُمْ}: أبصرتم، قال الله عز وجل:{آنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَارًا}(٤)، قال الشاعر:
آنستْ نبأةً وأفزعها القنَّاصُ ... عَصْرًا (٥) وقد دنا الإمساءُ
(أي: عشيا)(٦)[٢٣٠].
(١) ثابت بن رفاعة الأنصاري، ذكره ابن حجر في "الإصابة" ٢/ ٩، ولم يترجم له. (٢) ذكره الواحدي في "أسباب النزول" (ص ١٤٧) بلا سند، وابن الجوزي في "زاد المسير" ٢/ ١٤، وذكره ابن حجر في "الإصابة" ٢/ ٩ في ترجمة ثابت، وعزاه لابن منده بإسناده، ثم قال: وهذا مرسل رجاله ثقات. (٣) وهكذا قال الجصاص في "أحكام القرآن" ٢/ ٣٥٦. (٤) القصص: ٢٩. (٥) من (م)، وفي باقي النسخ: قصرا. (٦) ما بين القوسين ساقط من (م)، (ت)، والبيت للحارث بن حلزة في معلقته ورقمه (١١)، انظر: "شرح المعلقات العشر" (ص ٣٧٤)، وقوله: نبأة: الصوت ليس بالشديد.