لا تكون {أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى} أكثر وأعلى {مِنْ أُمَّةٍ}.
قال مجاهد (١): وذلك (٢) أنهم وكانوا يحالفون الحلفاء فيجدون أكثر منهم وأعز فينقضون حلف هؤلاء ويحالفون الأكثر، فنهاهم الله -عز وجل- عن ذلك {إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ} يختبركم بأمره إياكم بالوفاء بالعهد {وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} في الدنيا.
خديعة وفسادًا {بَيْنَكُمْ} فتغرون بها الناس فيسكنوا إلى أيمانكم ويأمنون ثم تنقضونها وتخشون فيها {فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا} فتهلكوا بعد ما كنتم آمنين. والعرب تقول لكل (٣) مبتلى بعد عافية أو ساقط في ورطة بعد سلامة: زلَّتُ قَدَمُه كقول الشاعر:
سيمنع منك السبق إن كنت سابقًا ... (٤) ... وللطم إن زلت بك القدمان
(١) أخرج الطبري عن مجاهد نحوه. "جامع البيان" ١٤/ ١١٧. (٢) سقط من (أ). (٣) سقط من (أ). (٤) في (أ): يلطم -بالياء خلافًا للسياق وعند الطبري: وتلطع إن زلت بك النعلان =