المقدس (١)، فيكون من سدنته (٢) وخدمه؛ نذرًا وشكرًا، فحملت بمريم، فحررت ما في بطنها ولم تعلم ما هو. فقال لها زوجها: ويحك! ما صنعتِ؟ ! أرأيتِ إن كان ما في بطنِكِ أنثى، وعورة (٣) لا تصلح لذلك؟ ! فوقعا جميعًا في هم؛ من ذلك، فهلك عمران، وحنَّة حامل بمريم (٤).
٣٦ - {فَلَمَّا وَضَعَتْهَا}
أي: ولدتها -إذا هي جارية، والهاء في قوله تعالى:{وَضَعَتْهَا} راجعة إلى النذيرة، لا إلى ما ولد (٥)، ولذلك أنّث (٦).
(١) بيت المقدس: أي: البيت المقدّس، المطهّر، الَّذي يتطهر به من الذنوب. وفضائل بيت المقدس كثيرة، وهو المسجد الأقصى في مدينة القدس، من مدن فلسطين. انظر: "معجم البلدان" لياقوت ٥/ ١٦٦. (٢) السَدَن- محركة، وسدن سَدَنا وسدانة: خَدَم الكعبة، أو بيت الصنم، والاسم: السِّدَانة -بالكسر. وسدن: عمل الحجابة، فهو سادن. انظر: "تاج العروس" للزبيدي ٩/ ٢٣٣، "ترتيب القاموس" للزاوي ٢/ ٥٤٢ (سدن). (٣) من (س)، (ن). (٤) ذكر القصة: أبو جعفر النحاس في "إعراب القرآن" ١/ ٣٦٩، والطبري في "جامع البيان" ٣/ ٢٣٥ (٥٣٩٦، ٥٣٩٧)، وابن كثير في "قصص الأنبياء" ٢/ ٤٧٩، عن محمد بن إسحاق بنحوه. (٥) من (ن). (٦) انظر: "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٤/ ٦٧، "اللباب" لابن عادل الدمشقي ٥/ ١٧٢.