٤٥ - {وَكَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} من الأمم رسلنا في تنزيلنا (٢).
{وَمَا بَلَغُوا} يعني: هؤلاء المشركين {مِعْشَارَ} عشر (٣){مَا آتَيْنَاهُمْ}
يعني: مكذبي الأمم الخالية من القوة والنعمة وطول العمر.
{فَكَذَّبُوا رُسُلِي فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ} إنكاري وتغييري عليهم، يحذر كفار (٤) هذِه الأمة عذاب الأمم الماضية.
(١) أي: ما أنزل الله على العرب من كتاب قبل القرآن، وما أرسل إليهم نبيًّا قبل محمَّد - صلى الله عليه وسلم - وقد كانوا يودون ذلك ويقولون: لو جاءنا نذير أو أنزل علينا كتاب لكنا أهدى من غيرنا، فلما منَ الله عليهم بذلك كذبوه وجحدوه وعاندوه. قال قتادة: {وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِنْ نَذِيرٍ} أنزل الله على العرب كتابًا قبل القرآن، ولا بعث إليهم نبيًا قبل محمد - صلى الله عليه وسلم -. انظر: "تفسير القرآن العظيم" لابن كثير ١١/ ٢٩٥ "جامع البيان" للطبري ٢٢/ ١٠٣. (٢) في (م): رسلنا تنزيلا. (٣) معشار الشيء: عشرة، ولا يقال المفعال في غير العشر. ومعناه: أي: ما بلغ أهل مكة معشار ما آتينا تلك الأمم السابقة كثمود وعاد، فقد كانوا أكثر أموالا وأولادًا، وأشد من قريش بطشا وأوسع عيشا، فأهلكهم الله بتكذيبهم الرسل، وقال: ما بلغ الذين من قبلهم معشار شكر ما أعطيناهم؛ حكاه النقاش. وقيل: ما أعطى الله تعالى من قبلهم معشار ما أعطاهم من العلم والبيان والحجة والبرهان. قال ابن عباس: فليس أمة أعلم من أمة، ولا كتاب أبين من كتابه. وقيل: المعشار هو عشر العشير، والعشير هو عشر العشر فيكون جزءًا من أَلْف جزء. انظر: "مختار الصحاح" للرازي (ص ١٨٢) (عشر)، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٤/ ٣١٠ بتصرف. (٤) في (م): عقاب.