قال: وكان حبيب في غار يعبد ربه، فلما بلغه خبر الرسل أتاهم وأظهر دينه وما هو عليه من التوحيد وعبادة الله (٢)، فقيل له: وأنت مخالف لديننا ومتابع دين هؤلاء الرسل ومؤمن بإلههم؟ ، فقال:
فلما قال لهم ذلك وثبوا إليه وثبة رجل واحد فقتلوه ولم يكن أحد يدفع عنه. وقال عبد الله بن مسعود: وطئوه بأرجلهم حتى خرج قصبه (٣) من دبره (٤).
(١) رواه الطبري في "جامع البيان" ٢٢/ ١٥٩، عن قتادة. (٢) رواه الطبري في "جامع البيان" ٢٢/ ١٥٩، عن قتادة. (٣) القُصبُ: المعى، والجمع، أقصاب. قال الجوهري: القصب، بالضم: المعنى في الحديث: أن عمرو بن لحي أول من بدل دين إسماعيل - عليه السلام -، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "فرأيته يجر قصبه في النار"؛ قيل: القُصْبُ اسم للأَمْعاءِ كلَّها؛ وقيل: هو ما كان أَسْفَلَ البَطْن من الأَمْعاء القَصَبُ: عُروق الرِّئَة، وهي مَخارجُ الأَنْفاس ومجاريها. انظر: "لسان العرب" لابن منظور ١/ ٦٧٦ (قصب). (٤) رواه الطبري في "جامع البيان" ٢٢/ ١٦١، عن ابن مسعود. والدُّبُرُ: مخففا ومثقلا: الظهر، قال الله تعالى: {وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} جعله للجماعة، والدُّبُرُ أيضًا ضد القبل، وهو المقصود هنا. انظر: "مختار الصحاح" للرازي (٨٣).