أي شكل بعض، وعلى دين بعض، يعني: أنهم صِنف واحد وعلى أمرٍ واحد، ثم ذكر أمرهم فقال:{يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ} بالكفر والمعصية {وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ} عن الإيمان والطاعة {وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ} ويمسكونها ويكفُّونها عن الصدقة والنفقة في الحقِّ ولا (١) يبسطونها بخير، أصله أن المعطي يمدُّ يده ويبسطها بالعطاء، فيقال لمن بَخِل ومَنَع: قد قبض يده (٢)، ومنه قوله تعالى:{وَقَالَتِ اليُهود يَد اللهِ مَغلُولَة}(٣)، أي: ممسكة عن النفقة {نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ} تركوا طاعة الله فتركهم الله من توفيقه وهدايته في الدنيا، ومن رحمته وفي عذابه وناره في العقبي (٤){إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}.