كتاب تفسير الثعلبي = الكشف والبيان عن تفسير القرآن ط دار التفسير

١٢ - سورة يوسف - ٣٠ - ج: 14 - ص: 583

وإنما قال: {مِنَ الْخَاطِئِينَ} ولم يقل من الخاطئات؛ لأنه لم يقصد بذلك قصد الخبر عن النساء، وإنما قصد به الخبر عمن يفعل ذلك، تقديره: من القوم الخاطئين (١) كقوله تعالى {وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ} (٢) بيانه قوله سبحانه: {إِنَّهَا كَانَتْ مِنْ قَوْمٍ كَافِرِينَ} (٣).

٣٠ - قوله عز وجل {وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ} الآية.

يقول شاع أمر يوسف والمرأة في مدينة مصر، وتحدث النساء بذلك، وقلنَ يعني: امرأة الساقي، وامرأة الخباز، وامرأة صاحب الدواب، وامرأة صاحب السجن، وامرأة الحاجب، قاله مقاتل (٤).

{امْرَأَتُ الْعَزِيزِ} وهو في كلام العرب: الملك (٥).

قال أبو داود (٦) (٧):

---

(١) انظر: "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٩/ ١٧٥، "البحر المحيط" لأبي حيان ٥/ ٢٩٨.
(٢) التحريم: ١٢.
(٣) النمل: ٤٣.
(٤) انظر: "تفسيره" (١٥٣ أ)، "البسيط" للواحدي ١١٥ أوقال ابن عباس: إنهن نسوة من أشراف النَّاس، واختاره الواحدي في "البسيط" (١١٥ أ)، وابن كثير ٢/ ٤٧٦.
(٥) انظر: "تهذيب اللغة" للأزهري ١/ ٨٢ (عز)، "الصحاح" للجوهري ٣/ ٨٨٥ (عزز)، والطبري في "جامع البيان" ١٦/ ٦٢، "البسيط" للواحدي (١١٥ أ).
(٦) في (ك): أبو دؤاد.
(٧) هو أبو داود وقيل: أبو داؤد. جارية وقيل: جويرية بن الحجاج الأيادي، شاعر جاهلي، كان على خيل المنذر بن النعمان. انظر: "الشعر والشعراء" لابن قتيبة ١/ ٣٣٢، "معجم الشعراء" لياقوت (٩٠). =