كتاب تفسير الثعلبي = الكشف والبيان عن تفسير القرآن ط دار التفسير

٣ - سورة آل عمران - ٩٨ - ج: 9 - ص: 61

٩٩ - قوله عَزَّ وجلَّ {قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ (٩٨) قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ}

أي: تصرفون عن دين الله، {مَنْ آمَنَ}.

قرأ الحسن: (تُصِدّون): بضم التاء وكسر الصاد (١)، وهما لغتان: صدَّ وأصدَّ، مثل: صلّ اللحم (٢) وأصلَّ، وخمّ وأخمّ (٣).

ودليل قراءة العامة قوله تعالى: {أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءَكُمْ} (٤) وقوله تعالى: {وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} (٥)، ونظائرهما (٦).

{تَبْغُونَهَا}: تطلبونها، {عِوَجًا} زيغًا وميلا، والكلام حال من الفعل، مجازه: لم تصدون عن سبيل الله باغين لها عوجًا (٧).

---

(١) ينظر هذا الوجه في: "البحر المحيط" لأبي حيان ٣/ ١٦، "المحرر الوجيز" لابن عطية ١/ ٤٨١، "الكشاف" للزمخشري ١/ ٥٩٨.
(٢) من (س)، (ن).
(٣) قال القرطبيّ في "الجامع لأحكام القرآن" ٤/ ١٥٤: أنتن وتغيّر.
وانظر: "فتح القدير" للشوكاني ١/ ٣٦٦، "اللباب" لابن عادل الدمشقي ٥/ ٤٢١.
(٤) سبأ: ٣٢.
(٥) الفتح: ٢٥.
(٦) انظر: "الدر المصون" للسمين الحلبي ٣/ ٣٢٥، "الكشاف" للزمخشري ١/ ٣٩٢، "البحر المحيط" لأبي حيان ٣/ ١٦.
(٧) انظر: "معاني القرآن" للزجاج ١/ ٤٥٧، "معاني القرآن" للفراء ١/ ٢٢٧، "فتح القدير" للشوكاني ١/ ٣٦٦.