كأن الأكباد لما أحترقت لشدة العداوة اسودت، والتاء والذال يتعاقبان (١) كما تقول: هرت الثوب وهرده إذا أحرقه (٢)، يدل على صحة هذا التأويل قراءة لاحق بن حميد:(أو يكبدهم) بالدال (٣).
١٢٨ - قوله عز وجل:{لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ}.
اختلف العلماء في نزول هذِه الآية:
فقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: أراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يدعو على المنهزمين عنه من أصحابه يوم أحد، وكان عثمان بن عفان رضي الله عنه منهم، فنهاه الله عن ذلك وتاب عليهم، وأنزل هذِه الآية (٤).
وقال عكرمة وقتادة، ومقسم: أدمى رجل من هذيل يقال له عبد الله ابن قمئة (٥) وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد فدعا عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكان
= انظر: "أساس البلاغة" للزمخشري ١/ ٩٤، وفي؛ الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٤/ ١٢٨، عن الأعشى، "الدر المصون" للسمين الحلبى ٣/ ٣٩١. (١) في الأصل متعاقبان. والمثبت من (س)، (ن). (٢) هرت، وهرده، وهرطه، كلها لغات. انظر: "تاج العروس" للزبيدي ٣/ ١٥٧ (هرت)، "أساس البلاغة" للزمخشري ١/ ٦٩٩ (هرت). (٣) انظر: "اللباب" لابن عادل الدمشقي ٥/ ٥٢٧، "البحر المحيط" لأبي حيان ٣/ ٥٢. (٤) لم أجد من ذكر هذا اللفظ عن ابن مسعود، ولكن روى ابن الجوزيّ في "زاد المسير" ١/ ٤٥٦ عن ابن مسعود بمعناه، وذكر ابن عادل الدمشقيّ في "اللباب" ٥/ ٥٢٩ عن ابن عباس بمعناه. وانظر: "بحر العلوم" للسمرقندي ١/ ٢٩٦. (٥) قال الواقدي في "المغازي" ١/ ٢٤٤: المثبت عندنا أن الذي رمى وجه النبي - صلى الله عليه وسلم - =