قال ابن عباس ومقاتل (٢): لمّا أسلم عبد الله بن سلام وثعلبة بن سعية (٣) وأسيد بن سعية وأسد بن عبيد، ومن أسلم من اليهود، قالت أحبار اليهود: ما آمن بمحمد إلا شرارنا ولو كانوا من خيارنا ما تركوا دين آبائهم، وقالوا لهم: لقد خسرتم حين استبدلتم بدينكم دينًا غيره، فأنزل الله عز وجل:{لَيْسُوا سَوَاءً}(٤).
و{سَوَاءً} يقتضي شيئين اثنين فصاعدًا، واختلفوا في وجه هذِه الآية، فقال قوم: في الكلام اختصار وحذف، تقديره: ليسوا سواء {مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ} وأخرى غير قائمة، فترك ذكر الأخرى
= دل دليل عليه لحذفت الموصول مع صلته. انظر: "الدر المصون" للسمين الحلبي ٢/ ٥٦١. (١) من (س)، (ن). (٢) مقاتل بن سليمان الخراسانيّ. وينظر قوله في "تفسيره" ١/ ٢٩٦ نحوه. (٣) مطموس في الأصل والمثبت من (س)، (ن). (٤) التخريج: أخرج الطبري في "جامع البيان" ٤/ ٥٢ من طريق محمَّد بن إسحاق قال: حدثني محمَّد بن أبي محمَّد عن عكرمة، أو عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس بنحوه، وذكره ابن هشام في "السيرة النبوية" ٢/ ٥٥٧ عن محمَّد بن إسحاق بنحوه ولم يجاوزه. وانظر: "الإتقان" للسيوطي ٢/ ٢٤٢.