قال أكثر المفسرين (٢): نزلت هذِه الآية في اليهود كلهم، أخبر الله تعالى أن فيهم أمانةً وخيانة (٣)، والقنطار: عبارة عن المال الكثير، والدينار: عن المال القليل (٤)، فإن قيل: أي فائدة فى هذِه الأخبار، وقد علمنا أن الناس كلهم لم يزالوا كذلك، فمنهم الأمين ومنهم الخائن؟
قلنا: هذا تحذير من عند الله تعالى للمؤمنين أن يأتمنوهم على مالهم أو يغتروا بهم؛ لاستحلالهم (٥) أموال المؤمنين، وهذا كما روي في الخبر؛ أَتَرِعُون عن ذكر الفاجر؟ ! اذكروه بما فيه؛ كي يحذره الناس (٦).
(١) من (ن). (٢) في الأصل: المفسرون، وليست في (س)، وفي (ن): أكثر المفسرون والمثبت الصواب. (٣) انظر: "جامع البيان" للطبري ٣/ ٣١٧، "الوسيط" للواحدي ١/ ٤٥١، "معاني القرآن" للفراء ١/ ٢٢٤. (٤) انظر: "أحكام القرآن" لابن العربي ١/ ٢٧٥، "مفاتيح الغيب" للرازي ٨/ ١٠٠. (٥) ليس في الأصل والمثبت من (ن). (٦) التخريج: أخرج الطبراني في "المعجم الكبير" ١٩/ ٤١٨ (١٠١٠)، والبيهقي في "السنن الكبرى" ١٠/ ٢١، وفي "شعب الإيمان" ٧/ ١٠٩ (٩٦٦٦، ٩٦٦٧)، وابن أبي الدنيا في "الصمت" (ص ١٢٨، ٢٢٠)، وفي "الغيبة والنميمة" (ص ٧٨) (٨٣)، =