قال الحسن (١)، وقتادة (٢)، وعطاء الخراسانيُّ (٣): نزلت هذِه الآية في اليهود؛ كفروا بعيسى -عليه السلام- والإنجيل، بعد إيمانهم بأنبيائهم وكتبهم، ثم ازدادوا كفرًا؛ بكفرهم بمحمد - صلى الله عليه وسلم - والقرآن (٤).
وقال أبو العالية: نزلت في اليهود والنصارى؛ كفروا بمحمد - صلى الله عليه وسلم - لما رأوه وعرفوه، بعد إيمانهم بنعته وصفته في كتبهم {ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا} يعني: ذنوبًا، في حال كفرهم (٥).
وقال مجاهد: نزلت في الكفار كلهم؛ أشركوا بالله بعد إقرارهم بأن الله خالقهم {ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا} أي: أقاموا على كفرهم حتَّى هلكوا عليه (٦).
= وانظر: "السنن الكبرى" للبيهقيّ ٨/ ١٩٥، وإسناده مرسل. (١) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٣/ ٣٤١ عنه بنحوه. وانظر: "تفسير القرآن العظيم" لابن أبي حاتم ٢/ ٧٠١. (٢) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٣/ ٣٤١، وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٢/ ٧٠١ عنه نحوه. (٣) أخرجه عبد الرزاق في "تفسير القرآن" ١/ ١٢٦، ومن طريقه الطبري في "جامع البيان" ٣/ ٧٠٢ من طريق معمر قال: قال مثل ذلك عطاء الخراسانيّ. انتهى -يعني: كقول الحسن وقتادة. (٤) انظر: "الكشاف" للزمخشري ١/ ٥٧٩. (٥) أخرج الطبري في "جامع البيان" ٣/ ٧٠١ عن أبي العالية نحوه. (٦) ذكره البغوي في "معالم التنزيل" ٢/ ٦٥ عن مجاهد مثله. وانظر: "أسباب النزول" للواحديّ (ص ١١٨).