يوم القيامة وهم في النار وقد مقتوا أنفسهم حين عاينوا العذاب فيقال لهم {لَمَقْتُ اللَّهِ} إيَّاكم في الدنيا إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون {أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ} اليوم {أَنْفُسَكُمْ} عند حلول العذاب بكم (١){إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ}.
قال ابن عباس وقتادة والضحاك: كانوا أمواتًا في أصلاب آبائهم فأحياهم الله -عز وجل- في الدنيا ثم أماتهم الموتة التي لابد منها ثم أحياهم للبعث يوم القيامة فهما حياتان وموتتان (٢).
وهذا مثل قوله -عز وجل- {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ} الآية (٣).
قال السدي: أُميتوا في الدنيا ثم أُحيوا في قبورهم فسُئِلوا ثم أميتوا في قبورهم ثم أُحيوا في الآخرة (٤).
(١) ذكر هذا التفسير والذي قبله الطبري في "جامع البيان" ٢٤/ ٤٦ - ٤٧ عن قتادة والسدي وابن زيد. (٢) ذكره الطبري في "جامع البيان" ٤٧/ ٢٤، وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ١٠/ ٣٢٦٤. (٣) البقرة: ٢٨. (٤) "جامع البيان" للطبري ٢٤/ ٤٨، "النكت والعيون" للماوردي ٥/ ١٤٦. (٥) سقطت من (ب).