وهما لغتان (١) كالسُقْم والسَقَم، والحُزْن والحَزَن، والبُخْل البَخَل، وكان أبو عمرو يفرق بينهما فيقول: الرُشْد بالضم، الصلاح في الأمر كقوله تعالى:{فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا}(٢) والرَشَد بفتحتين، الاستقامة في الدين (٣)، وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي سبيل (٤): (الرَّشاد) بالألف (٥) وهو مصدر كالعفاف والصلاح. {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ} لاهين ساهين لا يتفكرون فيها ولا يتعظون بها.
ورؤية القيامة، وقيل: لقاء الله تعالى في الآخرة {حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ هَلْ يُجْزَوْنَ} في العقبى {إِلَّا مَا كَانُوا}(يعني جزاء ما كانوا)(٦){يَعْمَلُونَ} في الدنيا.
(١) ذكره ابن الجزري في "النشر في القراءات العشر" ٢/ ٢٠٤ قال: واختلفوا في {سَبِيلَ الرُّشْدِ} فقرأ حمزة والكسائي وخلف بفتح الراء والشين، وقرأ الباقون بضم الراء وإسكان الشين. (٢) النساء: ٦ (٣) ذكره البغوي في "معالم التنزيل" ٣/ ٢٨٢، والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ٧/ ٢٨٣ كلاهما عنه، ولم يذكرا الآية. (٤) من (س). (٥) ذكره النحاس في "معاني القرآن" ٣/ ٧٩، وأبو حيان في "البحر المحيط" ٤/ ٣٨٩ كلاهما عنه. وهي قراءة شاذة. انظر: "مختصر في شواذ القرآن" لابن خالَويْه (ص ٥١). (٦) من (ت).