أي: من يطيق أن يدفع من أمر الله شيئًا، فيرده إذا قضاه، وهو من قول القائل ملكت عن فلان أمره، إذا صار لا يقدر أن ينفذ أمرًا إلا به (١)، {إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا} ولم يقل: وما بينهن؛ لأن المعنى: وما بين هذين النوعين من الأشياء (٢){يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.
وقال السدي: قالت اليهود: إن الله تعالى أوحى إلى إسرائيل: أن ولدك بكري (٣) من الولد، فأدخلهم النار، فيكونون فيها أربعين يومًا، حتَّى تطهرهم وتأكل خطاياهم، ثم ينادي مناد: أن أخرجوا كل مختون من ولد إسرائيل، فأخرجهم، فذلك قوله (٤): {لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا
(١) هذِه عبارة الطبري في "جامع البيان" ٦/ ١٦٣. (٢) نص عبارة الطبري في "جامع البيان" ٦/ ١٦٣. (٣) في (ت): يلوي. (٤) في (ت): قولهم.