فيما فرض الله عليكم {أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ} أي: ما أوجبتموه أنتم على أنفسكم (٢)، فوفيتم به. والنذر نذران: نذر في الطاعة، ونذر في المعصية، فأما ما كان لله عَزَّ وَجَلَّ فالوفاء به واجب، وفي تركه الكفارة، وما كان للشيطان فلا وفاء له (٣) ولا كفارة.
قوله (٤): {فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ} يحفظه حتَّى يجازيكم به، وإنما قال:{يَعْلَمُهُ} ولم يقل: يعلمهما (٥)؛ لأنه رَدَّهُ إلى الآخر منهما؛ كقوله:{وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا}(٦)، قاله الأخفش (٧). وإن شئت حملته على (ما) كقوله: {وَمَا أَنْزَلَ عَلَيْكُم مِنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ}(٨) ولم يقل: بهما (٩).
{وَمَا لِلظَّالِمِينَ} أي: الواضعين (النفقة والنذر)(١٠) في غير
(١) ساقطة من (ح)، (أ). (٢) في هامش (ز): من تطوع. (٣) زيادة من (ش)، (ح). (٤) ساقطة من (ح)، (أ). (٥) في (ش)، (ز)، (أ): يعلمها. (٦) النساء: ١١٢. (٧) "معاني القرآن" ١/ ٣٨٧. (٨) البقرة: ٢٣١. (٩) "معاني القرآن" للأخفش ١/ ٣٨٧، "إعراب القرآن" للنحاس ١/ ٣٣٧، "البسيط" للواحدي ١/ ١٦١ أ، "الدر المصون" للسمين الحلبي ٢/ ٦٠٧. (١٠) في (ح): النفقة في النذر.