فيها إضمار واختصار؛ أي: يهديهم ربهم بإيمانهم إلى مكانٍ {تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ} قال أبو روق: يهديهم ربهم بإيمانهم إلى الجنَّة (١).
قال عطية: يهديهم يثيبهم ويجزيهم، وقيل: ينجيهم.
وقال مجاهد ومقاتل: يهديهم بالنور على الصراط إلى الجنَّة يجعل لهم نورًا يمشون به (٢).
قال النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "إن المؤمن إذا خرج من قبره صُوِّرَ له عمله في صورةٍ حسنة وشارةٍ حسنة، فيقول له: من أنت؟ والله إنِّي لأراك امرأ صدق! فيقول له: أنا عملك! فيكون له فيه نورًا وقائدًا إلى الجنَّة. والكافر إذا خرج من قبره صُوِّر له عمله في صورةٍ سيئة وشارةٍ سيئة، فيقول: من أنت؟ فو الله إنِّي لأراك امرأ سوء! فيقول: أنا عملك! فينطلق به حتَّى يدخله النَّار"(٣).
(١) حكى هذا القول والقولين بعده: ابن الجوزي في "زاد المسير" ٤/ ١٠، والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ٨/ ٣١٢. (٢) "تفسير مجاهد" ١/ ٢٩٢، "تفسير مقاتل" ٢/ ٢٢٧. (٣) عزاه السيوطي في "الدر المنثور" ٣/ ٥٣٨ لابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة. وقد أخرجه الطبري في "جامع البيان" ١١/ ٨٨، وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٦/ ١٩٢٩ من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة .. بنحوه مرسلاً.