قرأه أهل المدينة والشام (١) بالرفع على الاستئناف كقوله في سورة براءة: {ويَتوُبُ اللَّهُ عَلى مَن يَشَاءُ}(٢)(٣)، وقرأها الآخرون نصبًا على الصرف كقوله سبحانه:{وَيَعلَمَ الصبريِنَ}(٤) صرف من حال الجزم إلى النصب استحقاقًا وكراهة لتوالي الجزم (٥)، كقول النابغة:
فإن يَهلِك أبو قابوسَ (٦) يَهلِك ... ربيعُ النّاس والبلد (٧) الحرامُ
ونُمسِكَ بعده بذِناب عَيشٍ ... أَجَبّ (٨) الظَّهرِ ليس له سَنامُ (٩)
وقال الآخر:
(١) هم نافع، وابن عامر، انظر: "الحجة" ٣/ ٣٦٣، "التيسير" (ص ٤٥٠)، "الإتحاف" (ص ٤٩٢) وزاد: أبا جعفر. (٢) التوبة: ١٥. (٣) انظر: "الحجة" ٣/ ٣٦٣، "تفسير الطبري" ٢٥/ ٣٥ لم يذكر أنها من قراءة أهل الشام، "التيسير" (ص ٤٥٠)، "الإتحاف" (ص ٤٩٢). (٤) آل عمران: ١٤٢. (٥) انظر: "الحجة" ٣/ ٣٦٤، "تفسير الطبري" ٢٥/ ٣٥ ونسبها لقراء الكوفة والبصرة، "الكشف عن وجوه القراءات" لمكي ٢/ ٣٥٤، "التيسير" (ص ٤٥١)، "الجامع" للقرطبي ١٦/ ٣٣ - ٣٤. (٦) هو: النعمان بن المنذر. (٧) في ديوانه: (والشهر). (٨) الأجب: الجمل المقطوع السنام. انظر "خزانة الأدب" للبغدادي ٩/ ٣٦٨. (٩) ديوان النابغة (ص ١١٠).