{وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ} أي: غلبتهم فحذفت التاء منه كما حذفت من قوله: {وَإِقَامِ الصَّلَاةِ}(٢) وإنما هو إقامة (٣).
وقرأ أبو حيوة الشامي (٤)(غَلْبِهِمْ) بسكون اللام (٥) وهما لغتان مثل الطّعْن والطَعَن.
{سَيَغْلِبُونَ} فارس.
٤ - {فِي بِضْعِ سِنِينَ}
وقرأ عبد الله بن عُمَر وأبو سعيد الخدري والحسن وعيسى بن عمر {غُلِبَتِ}(٦) بفتح الغين واللام، {سَيَغْلِبُونَ} بضم الياء وفتح اللام (٧)، وقالوا: نزلت هذِه الآية حين أخبر الله عز وجل نبيه عليه السلام عن
(١) ذكر هذا المعنى الفراء في "معاني القرآن" ٢/ ٣١٩. (٢) النور: ٣٧. (٣) انظر: "معاني القرآن" للفراء ٢/ ٣١٩. (٤) سقطت من (س). (٥) القراءة شاذة، انظر: "البحر المحيط" لأبي حيان ٧/ ١٥٧، "مختصر في شواذ القرآن" لابن خالويه (١١٧). (٦) في (س) بزيادة: الروم. (٧) الفعل الأول مبني للفاعل، والثاني مبني للمفعول، وهذِه القراءة كما قال الخطيب: قرأ بها أيضًا معاوية بن قرة، ونصر بن علي، وابن عمر، وعلي بن أبي طالب، وقال الأخفش: لأنهم كانوا حين جاء الإسلام غلبوا، ثم غلبوا حين كثر الإسلام، وقال الزجاج: والمعنى على غلبت وهي إجماع القراء، وذلك أن فارس كانت قد غلبت الروم في ذلك الوقت، والروم مغلوبة فالقراءة غُلِبَت، وقال النحاس: والحديث يدل على أن القراءة غُلِبَت بضم الغين، وقال في حاشية =