اختلف النحاة في رافع (مثل) فقال (٢) الفراء (٣): أضاف المثل إلى الكافرين والمثل للأعمال؛ لأن العرب تقدم الأسماء؛ لأنها أعرف ثم (تأتي بالخبر الذي تخبر به)(٤) عنه صاحبه، ومجاز الآية: مثل أعمال الذين كفروا بربهم كرماد، نظيرها قوله تعالى {الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ}(٥) أي: أحسن خلق كل شيء خلقه (٦).
وقوله تعالى {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ}(٧)(معناه: ويوم القيامة ترى وجوه الذين كذبوا على الله مسودة)(٨)، وقال سيبويه: في الآية إضمار معناها: ومما نقص
(١) طه: ٧٤. (٢) في (ز)، (م): قال. (٣) في "معاني القرآن" ٢/ ٧٢ - ٧٣ في معنى الآية: أضاف المثل إليهم ثم قال: {أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ} والمثل للأعمال، والعرب تفعل ذلك، قال الله -عز وجل- {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ} الآية. (٤) في الأصل: يأتي الخبر الذي تخبر عنه، وهذِه الزيادة من عند المصنف، ليست في كتاب الفراء. (٥) السجدة: ٧. (٦) زيادة من (م). (٧) الزمر: ٦٠. (٨) ساقط من (م).