قال أبو روف، والكلبيُّ: كان هذا حين قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أنا على ملَّة إبراهيم" فقالت اليهود: كيف وأنت تأكل لحوم الإبل وألبانها، وكان ذلك حرامًا على إبراهيم، وهو محرم في التوراة؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "كان ذلك حلالًا لإبراهيم فنحن خلُّه".
فقالت اليهود: كل شيء أصبحنا اليوم نحرُّمه فإنه كان محرمًا على نوح وإبراهيم (هلم جرا)(٢) حتَّى انتهى إلينا، فأنزل الله -عزَّ وجلَّ-، تكذيبًا لهم:{كُلُّ الطَّعَامِ} المحلل لكم اليوم {كَانَ حِلًّا} أي: حلالا {لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ}: وهو يعقوب {عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ}(٣).
(١) ليس بين كل ما ذكر في تفسير البر تعارض ولا اضطراب، ولا يمثل تنوّعها نقصًا ولا اختلالًا، بل كلّها متفقة، والمعنى متقارب متداخل. انظر: "لسان العرب" لابن منظور ٤/ ١٥٢ (برر)، "مجمل اللغة" لابن فارس ١/ ١١١ (برر)، "معجم متن اللغة" للشيخ أحمد رضا ١/ ٢٦٩ (برر)، "أساس البلاغة" للزمخشري ١/ ٥٥ (برر). (٢) كذا في الأصل و (س)، وفي "أسباب النزول" للواحدي: حرامًا إلى هذا الوقت. (٣) التخريج: ذكره الواحديّ في "أسباب النزول" (ص ١١٨)، وأبو حيَّان في "البحر المحيط" =