وقوله (٢): {تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ} لم يرد أنها تجري من (٣) تحتهم الأنهار وهم فوقها؛ لأنَّ أنهار الجنَّة تجري من غير أخاديد، وإنَّما معناها: تجري من دونهم وبين أيديهم وتحت أمرِهِم؛ كقوله تعالى:{قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا}(٤) ومعلوم أنَّه لم يجعل السريّ تحتها وهي عليه قاعدة؛ وإنما أراد أنَّه بين يديها، كقوله مخبرًا عن فرعون {أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي}(٥)، أي من دوني وتحت أمري (٦).
{فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ}.
١٠ - {دَعْوَاهُمْ فِيهَا}
قولهم وكلامهم فيها {سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ}.
وقال طلحة بن عبيد الله - رضي الله عنه -: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن تفسير: سبحان الله، قال:"هو تنزيه الله من كل سوء"(٧).
(١) انظر: "معالم التنزيل" للبغوي ٤/ ١٢٢، "زاد المسير" لابن الجوزي ٤/ ١٠. (٢) من (ت). (٣) من (ت). (٤) مريم: ٢٤. (٥) الزخرف: ٥١. (٦) انظر: "جامع البيان" للطبري ١١/ ٨٩، "المحرر الوجيز" لابن عطية ٣/ ١٠٧. (٧) ذكره السيوطي في "الدر المنثور" ١/ ٢٠٧ في تفسير سورة البقرة، وعزاه لابن =