١٩ - قوله تعالى:{وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ} يعني: محمدا - صلى الله عليه وسلم -
{يَدْعُوهُ} يقول: لا إله إلا الله، ويدعو إليه، ويقرأ القرآن في الصلاة ببطن مكة (١){كَادُوا} يعني: الجن {يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا} يركب بعضهم بعضا، ويزدحمون ويسقطون حرصا منهم على استماع القرآن. قاله الضحاك (٢)، ورواه عطية عن ابن عباس (٣).
وروى سعيد بن جبير عنه قال: هذا من قول النفر من الجن لما رجعوا إلى قومهم أخبروهم بما رأوا من طاعة أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - له، وائتمامهم به في الركوع والسجود، واقتدائهم به في الصلاة (٤).
وقال الحسن (٥)، وقتادة (٦)، وابن زيد (٧): يعني: لما قام عبد الله
(١) قاله الحسن البصري. أخرجه عبد بن حميد، وابن المنذر كما في "الدر المنثور" للسيوطي ٦/ ٤٣٧. والمعنى في: "معاني القرآن" للفراء ٣/ ١٩٤، "جامع البيان" للطبري ٢٩/ ١١٧، "معالم التنزيل" للبغوي ٨/ ٢٤٣. (٢) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٢٩/ ١١٨. (٣) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٢٩/ ١١٨، وابن مردويه كما في "الدر المنثور" للسيوطي ٦/ ٤٣٧. (٤) أخرجه الترمذي كتاب التفسير، باب: ومن سورة الجن (٣٣٢٣)، والطبري في "جامع البيان" ٢٩/ ١١٨، والحاكم في "المستدرك ٢/ ٥٠٤، وعبد بن حميد وابن مردويه، والضياء في "الأحاديث المختارة" كما في "الدر المنثور" للسيوطي ٦/ ٤٣٧. (٥) أخرجه عبد بن حميد، وابن المنذر كما في "الدر المنثور" للسيوطي ٦/ ٤٣٧، والطبري في "جامع البيان" ٢٩/ ١١٩، والطبراني في "الدعاء" ٣/ ١٥١١. (٦) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٢٩/ ١١٨ عنه من طريقين. (٧) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٢٩/ ١١٩.