كتاب تفسير الثعلبي = الكشف والبيان عن تفسير القرآن ط دار التفسير

٥٨ - سورة المجادلة - ٣ - ج: 26 - ص: 126

وعيسى ياء ساكنة من غير مد ولا همز، إلاَّ أنَّ ورشًا اختلس كسرتها (١).

وقرأ الباقون بالمد والهمزة وهو اختيار أبي عبيد، والأوَّل اختيار أبي حاتم، وهذا كله مذكور في سورة الأحزاب.

{وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ} أي: لا يعرف سنة (٢).

{وَزُورًا} أى: كذبًا (٣) {وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ}.

٣ - قوله عز وجل {وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ}

اعلم أنَّ الألفاظ التي تصير الرجل مظاهرًا على ضربين: صريح وكناية، فالصريح هو أن يقول: أنت على كظهر أمي، ، وأنت مني كظهر أمي، وأنت عندي كظهر أمي (٤)، وأنت معي كظهر أمي، وكذلك: أنت على كبطن أمي، أو كرأس أمي، أو كفرج أمي، ونحوه وهكذا إذا قال: فرجك أو رأسك أو ظهرك أو بطنك أو يديك أو رجلك عليَّ كظهر أمي، فإنَّه يصير مظاهرًا (٥)، مثل قوله: يدكِ أو رِجلكِ أو رأسكِ أو فرجكِ طالق، فإنَّها تطلق (٦)

---

(١) انظر: "إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي ٢/ ٥٢٦.
(٢) انظر: "الوسيط" للواحدي ٤/ ٢٦٠، "الجامع لأحكام القرآن" ١٧/ ٢٧٩.
(٣) انظر: "جامع البيان" للطبري ٢٨/ ٧، "الوسيط" للواحدي ٤/ ٢٦٠، "معالم التنزيل" للبغوي ٨/ ٥٠، "زاد المسير" لابن الجوزي ٨/ ١٨٣، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٧/ ٢٧٩.
(٤) انظر: "النكت والعيون" للماوردي ٥/ ٤٨٩.
(٥) انظر: "معالم التنزيل" للبغوي ٨/ ٥٠، "الجامع لأحكام القرآن" ١٧/ ٢٧٤.
(٦) "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٧/ ٢٧٤.