عليكم، ففطنت عائشة رضي الله عنها فقالت: بل عليكم السام والذام (١) واللعنة والدمار، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "مَه يا عائشة، فإنَّ الله يحب الرفق في الأمر كله ولا يحب الفحش ولا التفاحش" فقالت: ألم تسمع ما قالوا، فقال: ألم تسمعي ما رددت عليهم، فنزلت، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا: وعليكم"(٢) قال الله تعالى:
{حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمَصِيرُ} ثم نهى الله تعالى المؤمنين أن يتناجوا فيما بينهم كفعل المنافقين واليهود (٣)، فقال:
{فَلَا تَتَنَاجَوْا} هذه قراءة العامة بالألف (٥) فِي وزن تتفاعلوا (٦) وقرأ
(١) في الأصل: اللذام. والتصويب من (م). (٢) أخرجه البخاري كتاب الأدب، باب الرفق في الأمر كله ٧/ ١٠٥ (٦٠٢٤) بنحوه، وأخرجه مسلم كتاب السلام، باب النهي عن ابتدار أهل الكتاب بالسلام ٤/ ١٧٠٦ (٢١٦٥) بنحوه، وأخرجه الترمذي كتاب الاستئذان والآداب، باب ما جاء في التسليم على أهل الذمة (٢٧١٠) بنحوه، قال أبو عيسى: حديث عائشة حديث حسن صحيح، وأخرجه ابن ماجه كتاب الأدب، باب رد السلام على أهل الذمة (٣٦٩٨) بمعناه، وأخرجه الطبري في "جامع البيان" ٢٨/ ١٤ بمعناه، وذكره ابن أبي حاتم في "ئفسير القرآن العظيم" ١٠/ ٣٣٤٣، وأخرجه الواحدي في "الوسيط" ٤/ ٢٦٤، وفي "أسباب النزول" (ص ٤٣١)، وأخرجه البغوي في "معالم التنزيل" ٨/ ٥٦ بمعناه، جميعهم من حديث عائشة - رضي الله عنها -. (٣) انظر نحوه في "البحر المحيط" لأبي حيان ٨/ ٢٣٦. (٤) انظر: "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٧/ ٢٩٤. (٥) من (م). (٦) انظر: "معاني القرآن" للفراء ٣/ ١٤١، "زاد المسير" لابن الجوزي ٨/ ١٩٠.