بالحزم في القعود (١) وترك الغزو {مِنْ قَبْلُ} أي من قبل هذِه المصيبة {وَيَتَوَلَّوْا} ويدبروا عن محمَّد - صلى الله عليه وسلم - {وَهُمْ فَرِحُونَ} مستبشرون (٢) معجبون بما ناله من المصيبة.
٥١ - قوله- عز وجل {قُلْ} لهم يا محمَّد {لَنْ يُصِيبَنَا}
وفي مصحف عبد الله - رضي الله عنه - (٣): (قل هل يصيبنا)(٤) وبه قرأ طلحة بن مصرّف {إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا} في اللوح المحفوظ، وقضاه علينا (٥){هُوَ مَوْلَانَا} وليّنا وناصرنا وحافظنا. وقال الكلبي: هو أولى بنا من أنفسنا في الموت والحياة (٦){وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}.
٥٢ - قوله تعالى:{قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ}
تنتظرون (٧){بِنَا} أيها المنافقون {إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ} إما النصر والغنيمة مع الأجر الكثير، وإما القتل والشهادة وفيه الفوز الكبير.
(١) في الأصل: في الحزم بالقعود، والمثبت من (ت). (٢) في (ت): مسرورون، وكذا عند البغوي في "معالم التنزيل" ٤/ ٥٧. (٣) هو ابن مسعود - رضي الله عنه -. (٤) "مختصر في شواذ القرآن" لابن خالويه (ص ٥٨)، "البحر المحيط" لأبي حيان ٥٣/ ٥، "الدر المصون" للسمين الحلبي ٦/ ٦٣، وفيهما عن طلحة بن مصرف أيضًا أنه قرأ قل هل يصيبنّا بتشديد النون مع (هل)، وعنه هو وأعين قاضي الري (هل يصيّبنا) بتشديد الياء. (٥) "جامع البيان" للطبري ١٠/ ١٥٠. (٦) ذكره البغوي" في "معالم التنزيل" ٤/ ٥٧، وأبو حيان في "البحر المحيط" ٥/ ٥٣. (٧) "مفردات ألفاظ القرآن" للراغب الأصفهاني (ص ٣٣٨)، "معالم التنزيل" للبغوي ٤/ ٥٧، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٨/ ١٦٠.