قال المفسرون: سألت اليهود رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ذي القرنين، وأصحاب الكهف (وعن الروح)(١) فقال: "سأخبركم غدًا" ولم يقل: إن شاء الله، فاحتبس عنه الوحي (٢).
وقال زيد بن أسلم (٣): كان سبب احتباس جبريل عنه كون جروٍ في بيته، فلما نزل جبريل، عاتبه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على إبطائه، فقال: يا محمَّد، أما علمت أنَّا لا ندخل بيتًا فيه كلب ولا صورة (٤).
(١) ما بين القوسين ليس في الأصل، والمثبت من (ب)، (ج). (٢) انظر: "الوسيط" للواحدي ٤/ ٥٠٨، "معالم التنزيل" للبغوي ٨/ ٤٥٣، "زاد المسير" لابن الجوزي ٩/ ١٥٤، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٢٠/ ٩٣، ونسبه ابن الجوزي في "زاد المسير" ٥/ ٢٤٩ إلى عكرمة، وقتادة والضحاك. وذكر أن هذا هو سبب نزول قوله تعالى {وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ} [سورة مريم: ٦٤]. وسؤال اليهود لا يتأتي مع كون السورة مكية، إلا أن ابن الجوزي ذكر في تفسير قوله تعالى: {وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا (٢٣) إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} [سورة الكهف: ٢٣ - ٢٤] هذا السبب، وقال: سألت قريشٌ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -. انظر: "زاد المسير" ٥/ ١٢٧، ووقع كذلك في "سيرة ابن إسحاق" (ص ٢٠٢). وقال ابن حجر في "فتح الباري" ٨/ ٧١٠: وذكر سورة الضحى هنا بعيد، لكن يجوز أن يكون الزمان في القصتين متقاربًا، فضم بعض الرواة إحدى القصتين إلى الأخرى. (٣) في (ج): ابن زيد وهو خطأ. (٤) انظر: "معالم التنزيل" للبغوي ٨/ ٤٥٣، "زاد المسير" لابن الجوزي ٩/ ١٥٤. =