أي بعدهم، ويدل على هذا التأويل قراءة عمرو بن ميمون (خَلْفَ رسول الله)(٢).
{وَكَرِهُوا أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَالُوا لَا تَنْفِرُوا فِي الْحَرّ} وكانت غزاة تبوك في شدة من الحُر {قُلْ} لهم يَا محمَّد {نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ} يعلمون؛ وكذلك هو في مصحف عبد الله.
٨٢ - {فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا}
في الدنيا {وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا} في الآخرة، وتقديرها: فليضحكوا قليلا فسيبكون كثيرًا (٣){جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}.
قال أبو موسى الأَشْعريّ - رضي الله عنه -: إن أهل النَّار ليبكون الدموع في النَّار؛ حتَّى لو أُجْرِيتِ السُّفُن في دموعهم لَجَرَت، ثم إنهم ليبكون الدمَ بعد الدموع، ولمِثْلِ ما هم فيه فليُبْكَ (٤).
(١) "مجاز القرآن" لأبي عبيدة ١/ ٢٦٤. (٢) "مختصر في شواذ القرآن" لابن خالويه (ص ٥٩)، "الكشاف" للزمخشري ٢/ ١٦٥ منسوبة إلى أبي حيوة، ونسبت في "البحر المحيط" لابن عطية ٥/ ٨٠ إلى ابن عباس وأبي حيوة وعمرو بن ميمون. (٣) انظر"جامع البيان" للطبري ١٠/ ٢٠١. (٤) ذكره السيوطي في "الدر المنثور" ٣/ ٤٧٥ وعزاه لابن سعد وابن أبي شيبة وأَحمد في "الزهد" عن أبي موسى موقوفًا. وقد أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" ١٢/ ١٠٤ (٣٥١٣٠) من طريق يزيد بن هارون، عن سلام بن مسكين، عن قتادة، عن أبي بردة، عن أبي موسى - رضي الله عنه - .. =