يا محمد {مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ} قال أهل المعاني: إلا قيل إنهم {لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ} دليله: {مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ}(٢)(٣).
{وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً} فالمريض فتنة للصحيح، والفقير فتنة للغني، فيقول السقيم: لو شاء الله لجعلني صحيحًا مثل فلان،
(١) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ١٨/ ١٩٣ عن ابن جريج. (٢) [فصلت: ٤٣]. (٣) وذلك أنه قال: (إنهم) بالكسر وحقه أن يقال: (أنهم) بفتح الألف لأنه متوسط وحق الابتداء الكسر لذا أضمروا (قيل) لأن العرب تكسر ألف (إن) مع القول وما يشاكل القول. انظر: "تفسير ابن حبيب" ٢١٤/ أ، "الكفاية" للحيري ٢/ ٧٢/ أ، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٣/ ١٣. (٤) قاله الطبري في "جامع البيان" ١٨/ ١٩٤ وقال: (وترك ذكر) (مَنْ) اكتفاء بدلالة قوله (من المرسلين) عليه. وذكره الزجاج في "معاني القرآن" ٤/ ٦٢ عن بعض النحويين ثم قال: وهذا خطأ لأن (من) صلتها (إنهم ليأكلون) فلا يجوز حذف الموصول وتبقية الصلة.