معناه ألم تر إلى مَدِّ ربك الظلَّ وهو (١) ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس (٢).
وإنما جعله ممدودًا؛ لأنه ظل لا شمس معه كما قال في ظل الجنة: {وَظِلٍّ مَمْدُودٍ (٣٠)} (٣)، إذ لم يكن معه شمس.
{وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا} دائمًا ثابتًا لا يزول ولا تذهبه الشمس (٤).
قال أبو عبيدة: الظل ما نسخته الشمس وهو بالغداة، والفيء: ما نسخ الشمس وهو بعد الزوال، وسمي فيئًا؛ لأنه فاء من جانب المشرق إلى جانب المغرب (٥).
{ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ} أي: على الظل {دَلِيلًا}، ومعنى دلالتها عليه: أنه لو لم تكن الشمس لما عرف الظل، إذ الأشياء تعرف بأضدادها، فالظل يتبع الشمس في طوله وقصره كما يتبع السائرُ
(١) في الأصل: وهي والمثبت من (م)، (ح). (٢) وهو قول جمهور المفسرين. انظر: "جامع البيان" للطبري ١٩/ ١٨، "تفسير القرآن العظيم" لابن أبي حاتم ٨/ ٢٧٠١، "الدر المنثور" للسيوطي ٥/ ١٣٣. (٣) الواقعة: ٣٠. (٤) قاله الطبري في "جامع البيان" ١٩/ ١٩ ثم قال: وبنحو الذي قلنا قال أهل التأويل، ثم أخرجه عن ابن عباس ومجاهد وابن زيد. (٥) انظر: "مجاز القرآن" لأبي عبيدة ٢/ ٧٥، ونسبه إليه ابن حبيب في "تفسيره" ٢١٥/ ب، وابن فورك في "تفسيره" ٢/ ٢١/ أ.