وذلك أن كعب بن الأشرف، وفنحاص بن عازر قالا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - إن كنت نبيًّا صادقًا فأتنا بكتاب جملة من السماء، كما أتى به موسى. فأنزل الله تعالى:{يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ}(٣){أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ}، يعني السبعين الذين خرج بهم موسى -عليه السلام- إلى الجبل، {فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً} عيانًا، {فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَنْ ذَلِكَ} لم نستأصلهم، {وَآتَيْنَا مُوسَى سُلْطَانًا مُبِينًا} أي: حجة بينة، يعني: الآيات التسع.
قال قتادة: كنا (٤) نحدث أنَّه باب من أبواب بيت المقدس (٥).
(١) البقرة: ١٣٦. (٢) من (م)، (ت). (٣) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٦/ ٦ عن السدي، ومحمد بن كعب القرظي، وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٤/ ١١٠٣ عن السدي. وانظر: "أسباب النزول" للواحدي (ص ١٨٩). (٤) في (م): كان. (٥) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٦/ ٩ - ١٠، وعبد بن حميد، وابن المنذر، كما في "الدر المنثور" للسيوطي ٢/ ٤٢٢.