شماله، ثم قال: اللهم هذه لك، وهذه لرسولك، أبايعك على ما بايعك عليه رسولك. فمات حميدًا، فبلغ خبره أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: لو وافى المدينة لكان أتم أجرًا. وقال المشركون وضحكوا: ما أدراك هذا ما طلب؟ فأنزل الله تعالى (١): {وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ} قبل بلوغه إلى مهاجرته {فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ} أي: وجب ثوابه على الله، بإيجابه ذلك على نفسه فضلًا منه {وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا} لما كان منه في حال الشرك، {رَحِيمًا} بما كان منه في الإسلام.
(١) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٥/ ٢٣٨، من طرق، وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٣/ ١٠٥٠ - ١٠٥١، والبيهقي في "السنن الكبرى" ٩/ ١٤ - ١٥. وأخرجه عبد الرزاق في "تفسير القرآن" ١/ ١٧١، وسعيد بن منصور في "سننه" ٤/ ١٣٦١ (٦٨٥)، والأزرقي في "أخبار مكة" ٢/ ٢١٢، والفاكهي في "أخبار مكة" ٤/ ٦٢، والواحدي في "أسباب النزول" (ص ١٨٠ - ١٨١). وأخرجه أبو يعلى في "مسنده" ٥/ ٨١ (٢٦٧٩)، والطبراني في "المعجم الكبير" ٥/ ٢٧٢ (١١٧٠٩)، وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" ٧/ ١٠: رواه أبو يعلى، ورجاله ثقات، كلهم من طرق عن سعيد بن جبير، وعكرمة، وأسانيد القصة إليهما صحيحة.