يعني: إليهما، ومعناه فحدث إليهما {الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا} يعني ليظهر لهما ما غُطي وستر عنهما من سوءاتهما، قال وهب: كان عليهما نور لا يُرى عورتهما (١). ثُمَّ (٢) بين الوسوسة فقال: {وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا} يا آدم وحواء {عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا} يعني لئلا تكونا وكراهيّة أن تكونا {مَلَكَيْنِ} من الملائكة تعلَمان الخير والشر.
قرأ ابن عباس - رضي الله عنهما - والضحاك ويحيى بن أبي كثير:(مَلِكَيْنِ)، بكسر اللام من المُلْكِ (٣)، أخذوها من قوله تعالى:{هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى}(٤){أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ} من الباقين الذين لا يموتون.
(١) في (ت): سواءتهما. أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٨/ ١٤٠ عنه، وفيه: لا تُرى سواءتهما. (٢) من (ت). (٣) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٨/ ١٤٠ عن ابن عباس - رضي الله عنهما -، ويحيى بن أبي كثير، وذكره النحاس في "معاني القرآن" ٣/ ٢٠ ولم ينسبه، وذكره القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ٧/ ١٧٨ عنهما وعن الضحاك، وهي: قراءة شاذة، انظر: "مختصر في شواذ القرآن" لابن خَالَويْه (ص ٤٨). (٤) طه: ١٢٠