أي: للعمل بما لا يُرضي الله حتى يستوجب به النار، فكأنه قال: نخذله ونؤدي إلى الأمر العسير، وهو العذاب (١)، وقيل: سندخله جهنم، والعُسرى اسم لها (٢). فإن قيل: فأي تيسير في العسرى، قيل: إذا جمع بين كلامين أحدهما ذكر الخير، والآخر ذكر الشر، جاز ذلك كقوله:{فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ}(٣).
= وقد ورد أنه سبب قوله تعالى: {وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى (١٧)} إلى آخر السورة، وسيذكره المصنف مسندًا (٢٤). (١) انظر: "معاني القرآن" للزجَّاج ٥/ ٣٣٦، "معالم التنزيل" للبغوي ٨/ ٤٤٦. (٢) قاله عبد الله بن مسعود. انظر: "زاد المسير" لابن الجوزي ٩/ ١٥٠، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٢٠/ ٨٤. (٣) آل عمران: ٢١، وانظر: "معاني القرآن" للفراء ٣/ ٢٧٠ - ٢٧١، "جامع البيان" للطبري ٣٠/ ٢٢٢، "إعراب القرآن" للنحاس ٥/ ٢٤٣، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٢٠/ ٨٥. وقال ابن القيم رحمه الله في "التبيان في أقسام القرآن" (ص ٤١) والتيسير للعسرى يكون بأمرين: ١ - أن يحول بينه وبين أسباب الخير، فيجري الشر على قلبه، ونيته، ولسانه، وجوارحه. ٢ - أن يحول بينه وبين الجزاء الأيسر، كما حال بينه وبين أسبابه.