قال عكرمة، ومقاتل، والكلبي، وابن جريج، نزلت هذِه الآية في أبي بكر وفنحاص، وذلك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث أبا بكر الصديق رضي الله عنه إلى فنحاص بن عازورا سيد بني قينقاع، ليستمده، وكتب إليه كتابًا، وقال لأبي بكر:"لا تفتاتن (١) عليَّ بشيء حتى ترجع".
فجاء أبو بكر رضي الله عنه وهو متوشح بالسيف فأعطاه الكتاب، فلما قرأه قال: قد احتاج ربكم إلى أن نمده، فهم أبو بكر أن يضربه بالسيف، ثم ذكر قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا تفتاتن عليَّ بشيء حتى ترجع"، فكف، فنزلت هذِه الآية (٢).
وقال الزهريّ: نزلت في كعب بن الأشرف: وذلك أنه كان يهجو النبي - صلى الله عليه وسلم - ويسب المسلمين، ويحرض المشركين على النبي - صلى الله عليه وسلم -
= قال الشيخ الألباني: سنده صحيح على شرط الشيخين. وللوقوف على شواهد الحديث ينظر: "سلسلة الأحاديث الصحيحة" للألباني ٤/ ٦٢٦ - ٦٢٨، "المسند الجامع" ١٨/ ٤٨٢ (١٥٣٠٩)، "المسند" للحميدي ٢/ ٤١٥. (١) افتات عليك: كل من أحدث دونك شيئًا ومضى عليه ولم يستشرك. انظر: "النهاية في غريب الحديث والأثر" لابن الأثير ٣/ ٤٧٧، "أساس البلاغة" للزمخشري (ص ٣٦٠). (٢) ذكر البغوي في "معالم التنزيل" ٢/ ١٤٦ عن عكرمة ومقاتل والكلبي وابن جريج مثله. وانظر: "جامع البيان" للطبري ٤/ ٢٠٠، "العجاب في بيان الأسباب" لابن حجر ٢/ ٨٠٥.