يعني: ولم تكفرون؟ ! {وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ} يعني: القرآن، {وَفِيكُمْ رَسُولُهُ} محمد - صلى الله عليه وسلم -.
قال قتادة: في هذِه الآية علمان بيّنان: كتاب الله ونبيّ الله، فأما نبي الله فقد مضى، وأما كتاب الله فأبقاه الله تعالى بين أظهركم؛ رحمة منه ونعمة، فيه حلاله وحرامه وطاعته ومعصيته (١).
{وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ} أي: يمتنع بالله، ويتمسك بدينه وطاعته، {فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} طريق واحد.
قال ابن جريج:{وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ} أي: يؤمن بالله (٢)، وأصل العصم والعصمة: المنع، فكل مانع شيئًا فهو عاصم، قال الفرزدق:
أنا ابن العاصمين بني تميم ... إذا ما (أعظم الحدثان نابا)(٣)(٤)
(١) أخرج الطبري في "جامع البيان" ٤/ ٢٦ عن قتادة نحوه. وانظر: "الكشاف" للزمخشري ١/ ٦٠٠. (٢) أخرج الطبري في "جامع البيان" ٤/ ٢٦ عن ابن جريج مثله. (٣) في الأصل: أعقل ... زايا. والمثبت من (س)، (ن). (٤) انظر البيت الشعريّ في "ديوان الفرزدق" (ص ١١٥)، "جامع البيان" للطبري ٤/ ٢٦.