قرأ ابن عباس رضي الله عنهما:(فيه آية بيِّنة) على الواحد (١)، أراد: مقام إبراهيم وحده، وقال: أثر قدميه في المقام آية بيّنة (٢).
وقرأ الباقون:{آيَاتٌ} بالجمع (٣)، أرادوا: مقام إبراهيم والحجر الأسود والحطيم وزمزم والمشاعر كلها، وقد مضى ذكر مقام إبراهيم في سورة البقرة.
{وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا} من أن يهاج فيه؛ لأنه حرم، وذلك بدعاء إبراهيم عليه السلام حيث قال:{رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا}(٤)، فكان في الجاهلية من دخله ولجأ إليه آمنًا من الغارة والقتل، ولم يزده
(١) ورد في الهامش الأيمن من الأصل عند هذا الموضع قوله: قراءة أبي بن كعب وعمر وابن عباس - رضي الله عنه - (آية بيّنة) على الإفراد، قال الطبري: يريد علامة واحدة "المقام وحده"، وحكي ذلك عن مجاهد، ويحتمل أن يراد بالآية اسم الجنس فيقرب من معنى القراءة بالجمع (ابن عطية) انتهى. وانظر: "المحرر الوجيز" لابن عطية ٣/ ١٦٥ نحوه. (٢) في "الكشاف" للزمخشري ١/ ٥٨٧: ابن عباس وأبيّ ومجاهد وأبو جعفر المدني: (آية) بالتوحيد. وانظر: "سنن سعيد بن منصور" ٣/ ١٠٧٢ (٥١٢)، "فضائل القرآن" لأبي عبيد (ص ٢٤٦) (٥٨٧) (٥٨٨). (٣) في "المحرر الوجيز" لابن عطية ٣/ ١٦٥: قرأ جمهور الناس: {آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ} بالجمع. وانظر: "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٤/ ٨٩ - ٩٠. (٤) البقرة: ١٢٦.