قال ابن عباس - رضي الله عنه -: قالت اليهود: نحن من أبناء إبراهيم وإسحاق ويعقوب، ونحن على دينهم ومنهاجهم. فأنزل الله تعالى هذِه الآية (٢)(٣). يعني: أن الله اصطفى آدم، وهؤلاء الذين قلتم بالإسلام، وأنتم على غير دين الإسلام.
واصطفى: افتعل، من الصفوة: وهي الخالص من كل شيء (٤). يعني: اختار، واستخلص آدم أبا البشر كلهم، ونوحًا شيخ المرسلين، {وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ}.
قال قوم: أراد بآل إبراهيم وآل عمران: إبراهيم وعمران أنفسهما، كقوله تعالى:{وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ}(٥) يعني: موسى وهارون عليهما السلام.
وقال الشاعر (٦):
(١) من (ن). (٢) من (س)، (ن). (٣) ذكر البغوي في "معالم التنزيل" ٢/ ٢٨، وأبو حيَّان في "البحر المحيط" ٢/ ٤٥٢، وابن الجوزي في "زاد المسير" ١/ ٣٧٤ عن ابن عباس مثله. (٤) انظر: "المحيط في اللغة" لإسماعيل بن عباد ٨/ ١٩٨ (صفو)، "معجم مقاييس اللغة" لابن فارس ٣/ ٢٩٢ (صفو). (٥) البقرة: ٢٤٨. وانظر: "بحر العلوم" للسمرقندي ١/ ٢٦٢، "الوسيط" للواحدي ١/ ٤٣٠. (٦) هو عبد الله بن أراكة الثقفي الحطيئة، والبيت من قصيدة له في رثاء النبي - صلى الله عليه وسلم - "ديوان الحطيئة" (ص ٢٢٣).