قادة في الخير يقتدى بهم {يَهْدُونَ} يدعون {بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا} قرأ حمزة والكسائي (لِمَا) بكسر اللام وتخفيف الميم (١)، أي: لصبرهم، واختاره أبو عبيد اعتبارًا بقراءة عبد الله (بِمَا صَبروا)(٢) وقرأ الباقون (٣): بفتح اللام وتشديد الميم، أي: حين صبروا.
(١) القراءة متواترة دلَّ على ذلك قول الشاطبي رحمه الله: (لِما صَبَروا فاكسر وخفف شذا) حيث أمر بكسر اللام وتخفيف الميم في (لما صبروا) وللمشار إليهما بشين شذا وهم حمزة والكسائي فتعين للباقين القراءة بفتح اللام وتشديد الميم. انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص ٥١٦)، "معاني القراءات" للأزهري (ص ٣٨١)، "المبسوط في القراءات العشر" لابن مهران الأَصْبهانِيّ (ص ٣٥٤)، "إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي ٢/ ٣٦٨، "الحجة" لابن زنجلة (ص ٥٦٩)، "سراج القارئ" لابن القاصح (ص ٢٣٣)، "معجم القراءات" للخطيب ٧/ ٢٣٦. (٢) بباء الجر (بما) أي: بصبرهم، والقراءة شاذة. انظر: "البحر المحيط" لأبي حيان ٧/ ٢٠٠، "معجم القراءات" للخطيب ٧/ ٢٣٦. (٣) وهم ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وعاصم، على أنها ظرف زمان بمعنى (حين) في موضع نصب، والعامل فيه (يهدون) أي: جعلناهم أئمة حين صبروا وهو ظرف فيه معنى الجزاء، وهو عند الفراء أداة لا موضع لها، قال الطبري في "جامع البيان" ٢١/ ١١٣: إنهما قراءتان مشهورتان متقاربتا المعنى فبأيهما قرأ القارئ فمصيب. انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص ٥١٦)، "البحر المحيط" لأبي حيان ٧/ ٢٠٠، "النشر في القراءات العشر" لابن الجزري ٢/ ٤٣٧، "إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص ٣٦٨)، "الحجة" لابن زنجلة (ص ٥٦٩)، "معجم القراءات" للخطيب ٧/ ٢٣٦.