قال أبو الدرداء: الأسف منزلة وراء الغضب، أشد من ذلك (٢). وقال ابن عباس رضي الله عنهما والسدي: يعني حزينًا (٣)، قال الحسن: غضبان حزينًا (٤){قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي} أي: بئس الفعل فعلتم بعد ذهابي، يقال: منه خلفه بخير أو شر، إذا أولاه في أهله أو قومه (٥) بعد شخوصه عنهم خيرًا أو شرًا (٦). {أَعَجِلْتُمْ} أسبقتم {أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ} غضبًا على قومه حين عبدوا العجل.
وقال قتادة: إنّما ألقاها لكثرة ما سمع من فضائل أُمّة محمَّد - صلى الله عليه وسلم - فألقى الألواح، وقال: رب اجعلني من أُمّة محمد (٧). وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "رحم الله أخي موسى ليس المخبَرْ كالمعاين، لقد
(١) ذكره الطبري في "جامع البيان" ٩/ ٦٢ بمثله. (٢) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٩/ ٦٣ عنه. (٣) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٩/ ٦٣ - ٦٤ عنه. (٤) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٩/ ٦٣ - ٦٤ عنه. (٥) في الأصل: وقومه. وما أثبته من (س) موافق لما في المصدر. (٦) ذكره الطبري في "جامع البيان" ٩/ ٦٤. (٧) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٩/ ٦٥ عنه مطولًا، وذكره الماوردي في "النكت والعيون" ٢/ ٢٦٣ عنه، بنحوه.