قال، فأنزل الله تعالى {وَمِنْهُمْ}(١)، يعني من (٢) المنافقين {مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ} لنتصدّقنّ ولنؤدينّ حق الله تعالى منه {وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ}؛ أي لنعملن عمل أهل الصلاح بأموالهم من صلة الرَّحم والنفقة في الخير.
فمن أَطَاعَ فأعْقِبْهُ بطاعَتِهِ ... كما أطاعك وادْلُلْهُ على الرَّشَدِ
{نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ} حرمهم التوبة {بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ} قال مصعب (٥) بن ثابت: إنما هو شيء نووه في أنفسهم ولم يتكلموا به، ألم تسمع الله تعالى يقول:
(١) ذكره الماوردي في "النكت والعيون" ٢/ ٣٨٤ مختصرًا، والكلبي كذاب. (٢) من (ت). (٣) من (ت). (٤) البيت في "ديوانه" (ص ٨٢) وروايته فيه: فمن أطاعك فانفعه بطاعته .. وبلا نسبة في "تهذيب اللغة" للأزهري ١/ ٢٧٧، و"لسان العرب", , "تاج العروس" للزبيدي (عقب). (٥) في الأصل و (ت): معبد، وفي (ن): سعيد، وكلاهما تحريف، صوابه: مصعب كما سيأتي.