هدى ومعرفة {مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ} أي: التبست واشتبهت. وقرأ أهل الكوفة (إلا أبا بكر)(١){فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ} بضم العين وتشديد الميم (٢)، أي: شبِّهت ولُبِّست. ومعنى الكلام: عَمِيَت الأَبْصَارُ عن الحق. وهذا كما يقال: دخل الخاتمُ في إصبعي، والخفُّ في رجلي، وإنما يدخل الإصبع في الخاتم، والرجل في الخفّ (٣).
= "جامع البيان" ١٥/ ٢٩٦، "معاني القرآن" للزجاج ٣/ ٤٧، "الكشف عن وجوه القراءات" لمكي ١/ ٥٢٦، "الحجة" لأبي على الفارسي ٤/ ٣١٧. وهذا المعنى أخرجه الطبري في "جامع البيان" ١٥/ ٢٢٦ عن ابن عباس. وانظر: "تهذيب اللغة" للأزهري ١٤/ ٢٠٣ (بدا). (١) ساقطة من (ن). (٢) قرأ بها حمزة والكسائي وحفص عن عاصم. انظر: "السبعة" لابن مجاهد (٣٣٢). "الحجة" لابن زنجلة (٣٢٢)، "التبصرة" (٥٣٨)، "الكشف عن وجوه القراءات" لمكي ١/ ٥٢٧. وأما قراءة أبي بكر عن عاصم فعَمِيت -بفتح العين وتخفيف الميم وهي قراءة ابن كثير وابن عمرو ونافع وابن عامر كذلك. انظر: "السبعة" لابن مجاهد (٣٣٢)، "الكشف عن وجوه القراءات" لمكي ١/ ٥٢٧، "التبصرة" (٥٣٨). ولم ينبه إلى اختلاف الرواية عن عاصم غير ابن مجاهد في السبعة. (٣) والمعنى: أنهم عموا هم عنها، فيكون مما قلب وهو معلوم المعنى، كقوله تعالى: {فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ} [إبراهيم: ٤٧]. وقول الشاعر: تَرى الثَّوْر فِيها مُدْخِلَ الظِّلِ رَأسَه ... وسَائِره بَادٍ إلى الشَّمسِ أَجْمَع أراد: مدخل رأسه الظل. =