= إنما علمه القرآن العظيم الذي {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (٤٢)} وليس هو بشعر كما زعمه طائفة من جهلة كفار قريش، ولا كهانة، ولا مفتعل، ولا سحر يؤثر، كما تنوعت فيه أقوال الضلال وآراء الجهال، وقد كانت سجيته - صلى الله عليه وسلم - تأبى صناعة الشعر طبعًا وشرعًا كما روى الإمام أحمد، عن الأسود بن شيبان عن أبي نوفل قال: سألت عائشة رضي الله عنها: هل كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسائغ عنده الشعر؟ فقالت: قد كان أبغض الحديث إليه. وقال عن عائشة رضي عنها: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعجبه الجوامع من الدعاء، ويدع ما بين ذلك. وروى أبو داود، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - "لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحًا خير له من أن يمتلئ شعرًا". انظر: "تفسير القرآن العظيم" ١١/ ٣٧٨ - ٣٨٠. "أحكام القرآن" لابن العربي ٤/ ١٦١٤ - ١٦١٥. (١) رواه الطبري في "جامع البيان" ٢٣/ ٢٧، عن قتادة. (٢) وهو قوله تعالى: {وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَانًا عَرَبِيًّا لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ} [الأحقاف: ١٢]. (٣) رواه الطبري في "جامع البيان" ٢٣/ ٢٧، عن الضحاك.