أوثانكم {مَنْ يَهْدِي} يُرشِد {إِلَى الْحَقِّ} فإذا قالوا: لا. ولابد لهم منه {قُلِ اللَّهُ يَهْدِي} يرشد {لِلْحَقِّ}؛ أي: إلى الحق {أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى}.
اختلف القراء فيه: فقرأ أهل المدينة مجزومة الهاء مشدّدة الدال (٢)، لأن أصله (يهتدي) فأدغمت التاء في الدال وتركت الهاء على حالها، فجمعوا في قراءتهم بين ساكنين؛ كما فعلوا في قوله:{تَعْدُوا}(٣) و {يَخِصِّمُونَ}(٤).
وقرأ ابن كثير وابن عامر بفتح الهاء وتشديد الدّال، نقلوا فتحة التاء المدغمة إلى الهاء، واختاره أبو عبيد وأبو حاتم.
(١) هذا تفسير الحسن كما في "جامع البيان" للطبري ١١/ ١١٥، وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٦/ ١٩٥٢، وعند ابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٦/ ١٩٥١ عن ابن عباس قال: يكذبون. (٢) انظر هذِه القراءة وما بعدها في: "السبعة" لابن مجاهد (ص ٣٢٦)، و"العنوان" لابن خلف (ص ١٠٥)، "غاية الاختصار" ٢/ ٥١٥ - ٥١٦، "النشر في القراءات العشر" لابن الجزري ٢/ ٢٨٣ - ٢٨٤. (٣) إبراهيم: ٣٤. (٤) يس: ٤٩. (٥) برواية حفص عنه.