عين لا يُخالطهم سواهم (١). {فَانْبَجَسَتْ} فانصبت وانفجرت. قال عُظَم أهل التفسير: انبجست وانفجرت واحد (٢). وكان أبو عمرو بن العلاء يفرق بينهما فيقول: انبجست عَرِقَت، وانفجرت سالت (٣).
وقال عطاء: كان يظهر على كل موضع من الحجر يضربه موسى -عليه السلام- مثل ثدي المرأة، فيعرق أوّلا، ثمّ يسيل (٤){مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ} يعني (٥) كل سبط {مَشْرَبَهُمْ} لا يدخل سبط على غيره في شربه، وكل سبط بنو أب واحد.
{وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ} في التيه يقيهم حر الشمس {وَأَنْزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ}{وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ}.
وقرأ أهل المدينة (تُغْفَر) بتاء مضمومة و (خطيئاتكم) رفع، وقرأ
(١) المصدر السابق ١/ ٧٧ عنه. (٢) ذكره الطبري في "جامع البيان" ٩/ ٨٩، وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٥/ ١٥٨٩ عن ابن عباس - رضي الله عنه -، والبغوي في "معالم التنزيل" ١/ ١٠٠، وابن الجوزي في "زاد المسير" ٣/ ٢٧٥ حكاه عن ابن قتيبة. (٣) ذكره البغوي في "معالم التنزيل" ١/ ١٠٠ عنه. (٤) ذكره القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١/ ٤٢١ عنه. (٥) من (ت) و (س). (٦) من (س).